"أحمد شوقي حسن، فنان وكاتب، مواليد 1989 بالإسماعيلية، مصر. تدرس ممارساتُه الفنية المتنوِّعة تأثيرَ وتأثُّرَ الروايات الحالية والتاريخية للفنون على تكوين صورة الفن الرائجة، عن طريق التحقيق في مظاهرها وانتشارها في المجال الفني، من خلال إنتاجه للنصوص والمُجسَّمات والڤيديوهات والصور الفوتوغرافية والرسوم... وغيرها. يدعو المشاهد إلى استكشاف هذه الروايات المخفيَّة وغير الرسمية في الجاليري والاستوديو والمتحف. نشر شوقي حسن كتابه الأول "متحف الڤيديو"، بدعم من الصندوق العربي للثقافة والفنون- آفاق، ومركز المحروسة، 2020. وتشمل معارضه الأخيرة معرض "افتتاح" في جاليري الشارقة للفنون، بالجامعة الأمريكية بالقاهرة، 2019. ومعرضه الفردي "مُنتَج يشبه قطعة فنية" في جاليري تاون هاوس بالقاهرة، 2017. صدر له عن مركز المحروسة كتابيه "متحف الفيديو" 2020 و رواية "انهيار مصنع الفن المعاصر" 2022.
حينَما تَطَلَّعتُ إلى إنتاجِ هَذا الكِتابِ لَم أَكُن مُولَعًا فَقَط بِسَردِ قِصَّةٍ تَبدو مُثيرَةً لي عن تاريخٍ مَجهولٍ، اعتَقَدتُ حينَها أَنَّهُ لا أَحدَ غيري عَلِمَ بِشَتاتِه، لَكِنَّ دافِعَهُ الأَكبَرَ هو مُحاوَلَةٌ لِفَهمِ واقِعي كَفَنَّانٍ لَجَأَ إلى الڤيديو كَوسيطٍ مَرِنٍ، بالإضافَةِ إلى دوافِعَ أُخرى، نَتَجَت عَن تَقاطُعاتِ اهتِمامي بالبَحثِ والكَشفِ والاستِقصاءِ عَن تاريخِ الفَنِّ خارِجَ سياقِ أُطروحاتِهِ الرَّسمِيَّةِ، وخُصوصًا مِن مَوقِعِ فَنَّانٍ لا يَعزِلُ تِلكَ الدَّوافِعَ عَن مُمارَسَتِه الفَنِّيَّةِ، أو بِصورَةٍ أُخرى، رَغبَةً منِّي بالسَّعيِ وَراءَ إِمكانِيَّةِ سَردِ رِواياتٍ مَجهولَةٍ عَن تاريخٍ مَحلِّيٍّ وَغَيرِ رَسميٍّ، اكتَشَفتُ أَنَّه مُحاصَرٌ بِسُلطَةِ الرِّواياتِ المؤَسَّسِيَّةِ لِتاريخِ الفَنِّ. ذَلِكَ التَّاريخ المجهولِ والمفقودِ الَّذي جَمَعتُ عَنهُ شَذَراتٍ ووَثائِقَ من دوسلدورڤ وبرشلونة وزيورخ وچنيڤ والقاهِرَة، بدايَةً من عام 2015.
يبدو أن هذا الحجم المخروطي الضخم سَبَّب عطلًا في محرِّك السيخ فتعثَّرَت لأجله عملية الشواء، ومن أجل إشعال نيران الشَّوَّاية قام الشيف بتدوير السيخ يدويًّا حول نفسه إلى أن دار المحرِّك الكهربي أسفله وبدأ المخروط رحلته في النضوج. قَطعًا لم يحتمل مشهد كهذا واقع تحت ضغط الإنتاجية المفرطة؛ تكوَّنت بنيته من قاعدة متناهية الصِّغَر، تحمل على عاتقها قمَّةً شديدة الاتساع، قوامها شبكة ضخمة لآلاف من الفنانين والعمال الثقافيين، وغيرهم من أصحاب المهن التكميلية الذين يتقاطعون معهم في دوائرهم العملية القريبة والبعيدة، هكذا تراكَمَت العناصر الفاعلة في هذا المشهد على مدار عقود، مؤمنين بأن الفن مهنة شأنها شأن أي مهنة أخرى.